للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: شبيهي في التغرّب والنّوى ... وطول التّنائي عن بنيّ وعن أهلي

نشأت بأرض أنت فيها غريبة ... فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي

سقتك «١» غوادي المزن من صوبها «٢» الذي ... يسحّ ويستمري «٣» السّماكين بالويل

وفاته: توفي بقرطبة يوم الثلاثاء الرابع والعشرين لربيع الآخر «٤» سنة اثنتين وسبعين ومائة، وهو ابن تسعة وخمسين عاما، وأربعة أشهر، وكانت مدّة ملكه ثلاثا وثلاثين سنة وأربعة أشهر «٥» ، وأخباره شهيرة.

وجرى ذكره في الرّجز المسمى بقطع السلوك، في ذكر هذين من بني أمية، قولي في ذكر الداخل: [الرجز]

وغمر الهول كقطع الليل ... بفتنة الفهريّ والصّميل

وجلّت الفتنة في أندلس ... فأصبحت فريسة المفترس

فأسرع السّير إليها وابتدر ... وكلّ شيء بقضاء وقدر

صقر قريش عابد الرحمن ... باني المعالي لبني مروان

جدّد عهد الخلفاء فيها ... وأسّس الملك لمترفيها

ثم أجاب داعي الحمام ... وخلّف الأمر إلى هشام

وقام بالأمر الحفيد الناصر ... والناس محصور بها وحاصر

فأقبل السّعد وجاء النّصر ... وأشرق الأمن وضاء القصر

وعادت الأيام في شباب ... وأصبح العدو في تباب

سطا وأعطى وتغاضى ووفا ... وكلّما أقدره الله عفا

فعاد من خالف فيها وانتزى ... وحارب الكفّار دأبا وغزا

وأوقع الرّوم به في الخندق ... فانقلب الملك بسعي مخفق

واتصلت من بعد ذا فتوح ... تغدو على مثواه أو تروح

فاغتنموا السّلم لهذا الحين ... ووصّلت إرسال قسطنطين