للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقفت أنشد صبرا ضاع بعدهم ... فيهم وأسأل رسما لا يناجيني

أمثّل الرّبع من شوق وألثمه ... وكيف والفكر يدنيه ويقصيني

وينهب الوجد منّي كلّ لؤلؤة ... ما زال جفني «١» عليها غير مأمون

سقت جفوني مغاني الرّبع بعدهم ... فالدمع وقف على أطلاله الجون

قد كان للقلب عن داعي الهوى شغل ... لو أنّ قلبي إلى السّلوان يدعوني

أحبابنا، هل لعهد الوصل مدّكر ... منكم وهل نسمة منكم تحيّيني؟

ما لي وللطّيف لا يعتاد زائره ... وللنسيم عليلا لا يداويني

يا أهل نجد، وما نجد وساكنها ... حسنا سوى جنّة الفردوس والعين «٢»

أعندكم أنّني ما مرّ ذكركم ... إلّا انثنيت كأنّ الرّاح تثنيني

أصبو إلى البرق من أنحاء أرضكم ... شوقا، ولولاكم ما كان يصبيني «٣»

يا نازحا والمنى تدنيه من خلدي ... حتى لأحسبه قربا يناجيني

أسلى هواك فؤادي عن سواك وما ... سواك يوما بحال عنك يسليني

ترى الليالي أنستك ادّكاري يا ... من لم يكن ذكره الأيام تنسيني

ومنها في ذكر التفريط:

أبعد مرّ الثلاثين التي ذهبت ... أولي الشّباب بإحساني وتحسيني

أضعت فيها نفيسا ما وردت به ... إلّا سراب غرور ليس يروّيني

وا حسرتا «٤» من أمان «٥» كلّها خدع ... تريش غيّي ومرّ الدّهر يبريني

ومنها في وصف المشور «٦» المبتنى «٧» لهذا العهد:

يا مصنعا شيّدت منه السّعود حمى ... لا يطرق الدهر مبناه بتوهين

صرح يحار لديه الطّرف مفتتنا ... فما يروقك من شكل وتلوين «٨»