وجرى ذكره «في التّاج المحلّى» وغيره بما نصه «١» : قارض «٢» هاج، مداهن مداج، أخبث من نظر من طرف خفي، وأغدر من تلبّس بشعار وفي، إلى مكيدة مبثوتة الحبائل، وإغراء يقطع بين الشعوب والقبائل، من شيوخ طريقة العمل، المتقلّبين من أحوالها بين الصّحو والثّمل، المتعلّلين برسومها حين اختلط المرعيّ والهمل «٣» . وهو ناظم أرجاز، ومستعمل حقيقة ومجاز. نظم مختصر السّيرة، في الألفاظ اليسيرة، ونظم رجزا في الزّجر والفال، نبّه به تلك الطريقة بعد الإغفال. فمن نظمه ما خاطبني به مستدعيا إلى إعذار ولده «٤» : [البسيط]
أريد من سيدي الأعلى تكلّفه ... على «٥» الوصول إلى داري صباح غد
يزيدني شرفا منه ويبصر لي ... صناعة القاطع الحجّام في ولدي
فأجبته:[البسيط]
يا سيدي الأوحد الأسمى ومعتمدي ... وذا الوسيلة من أهل ومن بلد «٦»
دعوت في يوم الاثنين الصّحاب ضحى ... وفيه ما ليس في بيت «٧» ولا أحد
يوم السّلام على المولى وخدمته ... فاصفح وإن عثرت رجلي فخذ بيدي
والعذر أوضح من نار على علم ... فعدّ إن غبت عن لوم وعن فند «٨»
بقيت في ظلّ عيش لا نفاد له ... مصاحبا غير محصور إلى أمد
ومنه أيضا:[الكامل]
قل لابن سيّد والديه: لقد علا ... وتجاوز المقدار فيما يفخر
ما ساد والده فيحمد أمره ... إلّا صغير العنز حتى يكبر
وصدرت عنه مقطوعات في غير هذا المعنى، ممّا عذب به المجنى، منها قوله «٩» : [الكامل]
إنّ الولاية رفعة لكنها ... أبدا إذا حقّقتها تتنقّل «١٠»