ومن شعره: [الطويل]
سلام على من شفّني بعد داره ... وأصبحت مشغوفا بقرب مزاره
ومن هو في عيني ألذّ من الكرى ... وفي النفس أشهى من أمان المكاره
سلام عليه كلّما ذرّ شارق ... ينمّ كعرف الزّهر غبّ فطاره
لعمرك ما أخشى غداة وداعنا ... وقد سعرت في القلب شعلة ناره
وسال على الخدّين دمع كأنه ... بقيّة ظلّ الروض «١» في جلّناره
وعانقت منه غصن بان منعّما ... ولا حظت منه الصّبح عند اشتهاره
وأصبحت في أرض وقلبي بغيرها ... وما حال مسلوب الفؤاد مكاره
نأى وجه من أهوى فأظلم أفقه ... وقد غاب عن عينيه شمس نهاره
سل البرق عن شوقي يخبّرك بالذي ... ألاقيه من برح الهوى وأواره
وهل هو إلّا نار وجدي وكلّما ... تنفّست عمّ الجوّ ضوء شراره
ومن شعره أيضا رحمة الله عليه: [مخلع البسيط]
اقرأ على شنجل «٢» سلاما ... أطيب من عرفه نسيما
من مغرم القلب ليس ينسى ... منظره الرائق الوسيما
إذا رأى منظرا سواه ... عاف الجنى منه والشّميما
وإن أتى مشربا حميدا ... كان وإن راقه ذميما
وقف بنجد وقوف صبّ ... يستذكر الخدن والحميما
واندب أراكا بشعب رضوى ... قد رجعت بعدنا مشيما
واذكر شبابا مضى سريعا ... أصبحت من بعده سقيما
هيهات ولّى وجاء شيب ... وكيف للقلب أن يهيما؟
ما يصلح الشّيب غير تقوى ... تحجب عن وجهه الجحيما
في كل يوم له ارتحال ... أعجب به ظاعنا مقيما
ما العمر إلّا لديه دين ... قد آن أن يقضي الغريما