شرّفتني عندما استدعيت من قبلي «١» ... نظما تدوّنه في أبدع الصّحف
وربما راق ثغر في مباسمه «٢» ... حتى إذا ناله إلمام مرتشف
أجلّ قدرك أن ترضى لمنتجع ... بسوء كيلته حظّا مع الحشف
هذا، ولو أنني فيما أتيت به ... نافحت في الطّيب زهر الرّوضة الأنف «٣»
لكنت أفضي إلى التّقصير من خجل ... أخليت «٤» بالبعض ممّا تستحقّ أفي
فحسبي العجز عمّا قد أشرت به ... والعجز «٥» حتما قصارى كلّ معترف
لكن أجبت إلى المطلوب ممتثلا ... وإن غدوت بمرمى «٦» القوم كالهدف
فانظر إليها بعين الصّفح عن زلل ... واجعل تصفّحها من جملة الكلف
بقيت للدهر تطويه وتنشره ... تسمو من العزّ باسم غير منصرف
جئتك «٧» ، أعزّك الله، ببضاعة مزجاة، وأعلقت رجائي من قبولك بأمنية مرتجاة، وما مثلك يعامل بسقط المتاع، ولا يرضى له بالحشف مع بخس المدّ والصّاع. لكن فضلك يغضي عن التّقصير ويسمح، ويتجاوز عن الخطإ ويصفح، وأنت في كل حال إلى الأدنى من الله أجنح. ولولا أنّ إشارتك واجبة الامتثال، والمسارعة إليها مقدّمة على سائر الأعمال، لما أتيت بها تمشي على استحياء، ولا عرّضت نفسي أن أقف