فلا فزت من نيل الأماني بطائل ... ولا قمت في «١» حقّ الحبيب بواجب
وكم «٢» حدّثتني النفس أن أبلغ المنى ... وكم علّلتني بالأماني الكواذب
وما قصّرت بي عن زيارة قبره ... معاهد أنس من وصال الكواعب
ولا حبّ أوطان نبت بي ربوعها ... ولا ذكر خلّ حلّ «٣» فيها وصاحب
ولكن ذنوب أثقلتني فها أنا ... من الوجد قد ضاقت عليّ مذاهبي
إليك، رسول الله، شوقي مجدّدا» ... فيا ليتني يمّمت صدر الركائب
وأعملت «٥» في تلك الأباطح والرّبى ... سراي مجدّا بين تلك السباسب «٦»
وقضيت من لثم البقيع لبانتي ... وجبت الفلا ما بين ماش وراكب
وروّيت من ماء زمزم «٧» غلّتي ... فلله ما أشهاه يوما لشارب!
حبيبي شفيعي منتهى غايتي التي ... أرجّي ومن يرجوه ليس بخائب
محمد المختار والحاشر الذي ... بأحمد حاز الحمد «٨» من كل جانب
رؤوف رحيم خصّه «٩» الله باسمه ... وأعظم لاج «١٠» في الثّناء وعاقب
رسول كريم رفّع الله قدره ... وأعلى له قدرا رفيع الجوانب
وشرّفه أصلا وفرعا ومحتدا ... يزاحم آفاق السّهى بالمناكب «١١»
سراج الهدى ذو الجاه والمجد والعلا ... وخير الورى الهادي الكريم المناسب
هو المصطفى المختار من آل هاشم ... وذو الحسب العدل «١٢» الرفيع المناصب
هو الأمد الأقصى هو الملجأ الذي ... ينال به مرغوبه كلّ راغب
إمام النّبيّين الكرام، وإنه ... لكالبدر فيهم بين تلك المواكب
بشير «١٣» نذير مفضل متطوّل ... سراج منير بذّ نور الكواكب