ويعتزّ دين الله شرقا ومغربا ... بما سوف يبقى ذكره في العجائب
إلهي، ما لي بعد رحماك مطلب ... أراه بعين الرّشد أسنى المطالب
سوى زورة القبر الشريف وإنها «١» ... لموهبة فاتت «٢» جميع المواهب
عليه سلام الله ما لاح كوكب ... وما فارق «٣» الأظعان حادي الرّكائب
وقال في غرض المدح والتّهنئة بعرض الجيش، وتضمّن ذلك وصف حاله في انتقاله إلى الحضرة: [البسيط]
يا قاطع البيد يطوي السّهل والجبلا ... ومنضيا في الفيافي الخيل والإبلا
يبكي بآفاق «٤» أرض لا يؤانسه «٥» ... إلّا تذكّر عهد للحبيب خلا
أو ظبية أذكرت عهد التواصل تح ... كي للّحاظ «٦» التي عاهدت والمقلا
أستغفر الله في تلك اللّحاظ فقد ... أربى بها الحسن عن ضرب المها مثلا
أو هادل فوق غصن البان تحسبه ... صبا لفقد حبيب بان قد ثكلا
أو لامع البرق إذ تحكي إنارته ... كفّا خضيبا مشيرا بالذي عذلا
ماذا عسى أن تقضّي من زمانك في ... قطع المهامه ترجو أن تنال علا؟
وكم معالم أرض أو مجاهلها ... قطعتها لا تملّ الرّيث والعجلا
إن كنت تأمل عزّا لا نظير له ... وتبتغي السّؤل فيما شئت والأملا
فالعزّ مرسى بعيد لا ينال سوى ... بعزم من شدّ عزم البين وارتحلا
والدّرّ في صدف قلّت نفاسته ... ولم يبن فخره إلّا إذا انتقلا
فاربأ بنفسك عن أهل وعن وطن ... ................ ... «٧»
وانس الدّيار التي منها نأى وطني ... وعهد أنس به قلب المحبّ سلا
وعدّ عن ذكر محبوب شغفت به ... ولا تلمّ» به مدحا ولا غزلا
واقصد إلى الحضرة العليا وحطّ بها ... رحلا ولا تبغ عن أرجائها حولا
غرناطة لا عفا رسم بها أبدا ... ولا سلا قلب من يبغي بها بدلا