ومن كماة شداد البأس شأنهم ... أن يعملوا البيض والخطّيّة الذّبلا
بسعدك انتظمت تلك الجيوش لأن ... أسهمت في نظمها أسلافك الأولا
وخلّد الله ملكا أنت ناصره ... ما عاقبت بكر من دهرنا الأصلا
لا زلت تزداد بي «١» نعمى مضاعفة ... لتملأ الأرض منها السّهل والجبلا
ومن ذلك قوله: [البسيط]
يا عاذلي في الهوى، أقصر عن العذل ... وعن حديثي مع المحبوب لا تسل
فكيف أصغي إلى عذل العذول وقد ... تقلّص القلب مني صائد المقل؟
تملّكته كما شاءت بنظرتها ... فتّانة الطّرف والألحاظ تنهدل
معبرة عن نفيس الدّرّ فاضحة ... بقدّها الغضّ الميّاس «٢» في الميل
من نور غرّتها شمس تروق سنى ... تحتلّ منها محلّ الشمس في الحمل
يا حبّذا عهدنا والشّمل منتظم ... بجانب الغور في أيّامنا الأول
أيام أعين هذا الدهر نائمة ... عنّا وأحداثه منّا على وجل
وحبّذا أربع قد طال ما نظمت ... عقد التّواصل في عيش بها خضل
قضيت منها أماني النّفس في دعة ... من الزمان موفّى الأنس والجذل
سطا الغمام رباها كلّ منهمر ... وكم سطتها دموعي كلّ منهمل
وجادها من سماء الجود صوب حيا ... بالعارض الهطل ابن العارض الهطل
خليفة الله والماحي بسيرته ... رسم الضّلال ومحيي واضح السّبل
محمد بن أبي الحجاج أفضل من ... سارت أحاديث علياه سرى المثل
والباعث الجيش في سهل وفي جبل ... حتى تغصّ نواحي السّهل والجبل
من آل نصر أولي الفخر الذين لهم ... مزيّة أورثت من خاتم الرسل
مهما أردت غناء في الأمور به ... شاهدت منه جميع الخلق في رجل
لن يستظلّ بعلياه أخو أمل ... إلّا غدا تحت ظلّ منه منسدل
ولا استجار به من لا مجير له ... إلّا كفاه انتياب الحادث الجلل
ينمى إلى معشر شاد الإله لهم ... ملكا على سالف الأعصار لم يزل
بملكهم قد تحلّى الدهر فهو به ... والله واليه لا يخشى من العطل