فصيّرني مغنى كريما ومربعا «١» ... لشمل بأنس من حبيبي جامع
فها أنا ذو «٢» روض يروق نسيمه «٣» ... كما رقّ طبعا ما له من منازع
وقد جمعتنا نسبة الطّبع عندما ... وقعت لمرآه بأسنى المواقع
فأشبه إزهاري بطيب ثنائه ... وفضل هوائي «٤» باعتدال الطبائع
فلا زلت معمورا به في مسرّة ... معدّا لأفراح وسعد مطالع
ولا زال من قد حلّني أو يحلّني ... موفّى الأماني من جميل الصّنائع
ودام لمولانا المؤيّد سعده ... فمن نوره يبدو «٥» لنا كلّ ساطع
وفي التهنئة بإبلال من مرض: [البسيط]
الآن قد قامت الدّنيا على قدم ... لما استقلّ رئيس السيف والقلم
والآن قد عادت الدنيا لبهجتها ... مذ أنست برءه من طارق الألم
والآن قد عمت البشرى براحته ... فلم تزل للورى من أعظم النعم
لا سيّما عند مثلي ممن اتّضحت ... منه دلائل صدق غير متهم
فكيف لي وأيادي فضله ملكت ... رقّي بما أجزلت من وافر القسم
وصيّرتني في أهلي وفي وطني ... وبين أهل النّهى نارا على علم
وأحسبت أملي الأقصى لغايته ... إذ صرت من جاهه المأمول في حرم
ماذا «٦» عسى أن أوفّي من ثنائي أو ... أنهي إلى مجده من فاضل الشّيم
ولو ملكت زمام الفضل طوع يدي ... قصّرت في ضمن منثور ومنتظم
يهنيك بشرى قد استبشرت مذ وردت ... بها لعمرك وهو البرّ في الضّيم
ومذ دعت هذه «٧» البشرى بتهنئة ... فنحن أولى ومحض العهد والكرم
لا زلت للعزّة القعساء ممتطيا ... مستصحبا لعلاء غير منصرم
ودمت بدر سنى تهدي إنارته ... في حيث يعضل خطب أو يحار عم
ولا عدمت بفضل الله عافية ... تستصحب النّعم المنهلّة الديم