ومن هذا؟ أذاك هو ابن عيسى ... محمد المعان على المعان؟
أبو عبد الإله «١» المنتمي من ... مساوي الفضل في سرو «٢» العنان
ذراني في مجادته محبّا ... فهشّ لما به يحوي جناني «٣»
فأنس ثم بشر بالأماني ... ورفع بعد تأنيس مكاني
وسرّ الله «٤» ما أولى ليرأى «٥» ... وليس كمن رآني فازدراني
ويوجب ذو الفضائل كلّ فضل ... بما فيها ترشّحت الأواني
وكم زهر رآه وسط روض ... وكم هاذ يدي بين الدّنان
بمالقة وبالأقطار أضحت ... معاليكم مشيّدة المباني
فأبدوا للإله «٦» لسوف يأتي ... لكم منّي سوابق في الرّهان
قواف كم «٧» من الحكم قواف ... محامد للسّماع وللعيان
يفوق نظيمها من كل معنى ... سلوك الدّرّ من حلي الحسان
متى خفّ ازدحام من همومي ... ورجّيت الأماني «٨» مع أمان
شكرت الله ثم صفا فؤادي ... وأملي ما تحبّ على لساني «٩»
فهأنذا ببرّكم غذائي ... ولي منكم على بعدي تدان
محبّك حيث كنت بلا سلوّ ... وضيفك في البعاد وفي التّوان
ثنائي ثابت يبقى بقائي «١٠» ... ومن بعدي على طول الزمان
وما تهب الأكفّ قراك فان ... وما تهب الطّروس فغير فان
هنيئا بالنّزاهة في سرور ... ومع من لا له في الفضل ثان
فلا زالت مسرّته توالي ... ولا زالت تزفّ لك التّهاني
وفاته: ببلدة وادي آش عام خمسة عشر وسبعمائة.