وقال الفتح في قلائده «١» : ملك جنّد الكتائب والجنود، وعقد الألوية والبنود، وأمر الأيام فائتمرت، وطافت بكعبته الآمال واعتمرت، إلى لسن وفصاحة، ورحب جناب للوافدين «٢» وساحة، ونظم يزري بالدّرّ النظيم، ونثر تسري رقّته سرى النسيم، وأيام كأنها من حسنها جمع، وليال كان فيها على الأنس حضور ومجتمع، راقت إشراقا وتبلّجا، وسالت مكارمه فيها «٣» أنهارا وخلجا، إلى أن عادت الأيام عليه بمعهود العدوان، ودبّت إليه دبيبها لصاحب الإيوان، وانبرت إليه انبراءها لابن زهير وراء عمان.
شعره: بلغه أنه ذكر في مجلس المنصور يحيى أخيه بسوء، فكتب إليه بما نصّه «٤» : [الطويل]
فما بالهم لا أنعم الله بالهم ... ينيطون «٥» بي ذمّا وقد علموا فضلي
يسيئون لي «٦» في القول جهلا وضلّة ... وإنّي لأرجو أن يسوءهم «٧» فعلي
لئن كان حقّا ما أذاعوا فلا مشت «٨» ... إلى غاية العلياء من بعدها رجلي
ولم ألق أضيافي بوجه طلاقة ... ولم أمنح «٩» العافين في زمن المحل