ومن كعليّ ذي الشجاعة والرّضا ... لإصراخ مذعور وإيواء مطرود؟
ومن كعليّ ذي السّماحة والنّدى ... لإسباغ إنعام وإنجاز موعود؟
ومن كعليّ للوزارة قائما ... عليها بتصويب عليها وتصعيد؟
ومن كعليّ للإدارة سالكا ... لها نهج تليين مشوب بتشديد؟
ومن كعليّ للسياسة منفذا ... أوامر تنفيذ وأحكام توطيد
ومن كعليّ في رضا الله حاكما ... بإنجاد معدوم وإعدام موجود
ومن كعليّ واصل الرّحم التي ... تمتّ بتقريب له أو بتبعيد
ومسدي الأيادي البيض بدءا وعودة ... مردّدة تمحو دجى الثّوب للسّود «١»
أيا كافي السلطان كلّ عظيمة ... بآراء تسديد وأعمال تمهيد
ويا حامي الملك المشيد بناؤه ... بصولة محذور وغرّة مقصود
ويا كافل الأيتام يجري عليهم ... جراية نعمى بابها غير مسدود
ذكرتك في نادي الوزارة صادعا ... بأمر مطاع حكمه غير مردود
ذكرتك في صدر الكتيبة قائما ... بخدمة مولّى بعد طاعة معبود
ذكرتك في المحراب والليل دامس ... تردّد آي الذّكر أطيب ترديد
ودمعك مرفضّ وقلبك واجب ... لخشية يوم بين عينيك مشهود
عفاء «٢» على الدنيا ولا درّ درّها ... فما جمعها إلّا رهين بتبديد
فمهما حلت منها لديك مسرّة ... ففي إثرها فارقب مرارة تنكيد
ألهفا على الوجه الجميل معطّرا ... بدار البلى رهين الأساود والدّود
وعهدي به مستبشرا ومبشّرا ... بتفريج مكروب وراحة مجهود
لأظلمت الدنيا عليّ لفقده ... فها أنا أرعاها بمقلة مرصود
وقلّص من ظلّ الرّجاء «٣» فراقه ... فظلّ رجائي بعده غير ممدود
وكم سبحت فلك المنى في بحارها ... مواخر فاليوم استوت بي على الجود
وهوّن عندي كلّ خطب مصابه ... فبعد عليّ لست أبكي لمفقود
ولا أدّعي أني وفيت بعهده ... فلم أرع عهدا حين أودى ولم أود
فلا يشمت «٤» الأعداء إن حان حينه ... فما بالرّدى عار فكل امرئ مود