فنون، وشعر، ونثر. فمن شعره قوله «١» : [الكامل]
روض المشيب تفتّحت أزهاره ... حتى استبان ثغامه «٢» وبهاره
ودجى الشباب قد استبان صباحه ... وظلامه قد لاح فيه نهاره
فأتى حمام لا يعاف وقوعه ... ومضى غراب «٣» لا يخاف مطاره
والعمر مثل البدر يرمق «٤» حسنه ... حينا ويعقب بعد ذاك سراره
ما للإخاء تقلّصت أفياؤه ... ما للصّفاء تكدّرت آثاره
والحرّ يصفح إن أخلّ خليله ... والبرّ يسمح إن تجرّأ جاره «٥»
فتراه يدفع إن تمكن جاهه ... وتراه يرفع «٦» إن علا مقداره
ولأنت تعلم أنني زمن الصّبا ... ما زلت زندا والحياء سواره
والهجر ما بين الأحبّة لم يزل ... ترك الكلام أو السّلام مثاره
ولكم تجافى عن جفاء «٧» خليله ... فطن وقد ظفرت به أظفاره
ولكم أصرّ على التّدابر مدبر ... أفضى إلى ندم به إصراره
فأقام كالكسعيّ بان نهاره ... أو كالفرزدق فارقته نواره «٨»
أنكرتم من حقّ معترف لكم ... بالحقّ ما لا ينبغي إنكاره
والشّرع قد منع التقاطع نصّه ... قطعا وقد وردت به «٩» أخباره
والسّنّ سنّ تورّع وتبرّع ... وتسرّع لتشرّع «١٠» تختاره