وبيان ذلك كله، وتحقيق القول فيه. وله كتاب «الإحكام لأصول الأحكام» في غاية التقصّي وإيراد الحجاج. وكتاب «الفصل في الملل والأهواء والنّحل» . وكتاب «الإجماع ومسائله» على أبواب الفقه. وكتاب «المجلّى والمحلّى» وكتاب «في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلّق بعضها ببعض» . وكتاب «إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل، وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا «١» يحتمل التأويل» . وهذا ممّا سبق إليه، وكتاب «التقريب لحدّ المنطق والمدخل إليه» بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية؛ فإنه سلك في بيانه وإزالة سوء الظنّ عنه، وتكذيب المنحرفين «٢» به طريقة لم يسلكها أحد قبله فيما علمنا «٣» .
شعره: قال»
: وكان له في الأدب «٥» والشعر نفس واسع، وباع طويل. وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه. وشعره كثير، وقد جمع على حروف المعجم. ومنه قوله «٦» : [الطويل]
هل الدّهر إلّا ما عرفنا وأدركنا ... فجائعه تبقى ولذّاته تفنى
إذا أمكنت فيه مسرّة ساعة ... تولّت كمرّ الطّرف واستخلفت حزنا
إلى تبعات في الحساب «٧» وموقف ... نودّ لديه أننا لم نكن كنّا
حصلنا على همّ وإثم وحسرة ... وفات الذي كنّا نلذّ «٨» به عنّا «٩»
حنين لما ولّى، وشغل لما «١٠» أتى ... وغمّ لما يرجى، فعيشك لا يهنا
كأنّ «١١» الذي كنّا نسرّ بكونه ... إذا حقّقته النّفس لفظ بلا معنى
ومن ذلك قوله من قصيدة في الفخر «١٢» : [الطويل]
أنا الشّمس في جوّ العلوم منيرة ... ولكنّ عيبي أنّ مطلعي الغرب