وفي لجين الجمال المحض قد فعلت ... فعلا يردّ لها في الحكم مذهبه
أروم إعجامه هونا وتطمعني ... فيه النّفاسة والأنفاس تعرفه
فمن لمثلي بكتمان ومن نفسي ... أخو بيان مع الساعات يسهبه
لبانة السّرّ أن تحظى بمرقبة ... إلى سبيل من الزّلفى تقرّبه
تسمو على منكب الجوزاء ذروتها ... عن رقّة بشهود الفرق تسلبه
وفي مصافّات سرّ القبض يبسطه ... لدى الوجود الذي قد عزّ مطلبه
فيرتقي في مراقي الجمع مختطفا ... إلى المقام الذي إليه «١» بغيته
فذاك أعظم ما يرجوه أن سبقت ... عنّا يد نحو باب العزّ تجذبه
ومن منظومه في النسيب قوله: [الكامل]
لمحمد البرقاء حسن باهر ... كلّ الورى حلف الصّبابة فيه
السّحر مفتون بغنج لحاظه ... والشّهد ممزوج بريق «٢» فيه
فسحره أضنى المتيّم في الهوى ... حتى يكاد سقامه يخفيه
ولو انه بالشّهد جاد ورشفه ... لصد لكان من الصّدا يشفيه
بصدوده قلبي يقطّع في الهوى ... يا ليته بوصاله رافيه
وصدّر كتابا بقوله يخاطبني»
: [الوافر]
أنسيانا فديتك يا حياتي ... لمن لم ينس «٤» حبّك للممات
ورجما بالظنون أخا حنين ... إليك رهين «٥» شوق وانبتات
يمينا بالنهار إذا تجلّى ... وبالقمر المنير وبالآيات «٦»
لقد أحللت حبّك من فؤادي ... محلّ الروح من بثّ الجهات «٧»
وشعره بديع، وإدراكه عجيب، وعارضته قوية.