ليبك «١» عليّا معتف «٢» جود كفّه ... يواسيه في أمواله ويقاسمه
ليبك «٣» عليّا ليله وهو قائم ... يكابده أو يومه وهو صائمه
ليبك «٤» عليّا فضل كلّ بلاغة ... يخلّده في صفحة الطّرس راقمه
وشخص ضئيل الجسم يرهب نفثه ... ليوث الشّرى في خيسها وضراغمه «٥»
تكفّل بالرزق المقدّر للورى ... إذا الله أعطى فهو للناس «٦» قاسمه
يسدّده سهما وينضوه صارما ... ويشرعه رمحا فكلّ يلائمه
إذا سال من شقّيه سائل حبره «٧» ... بما شاء منه سائل فهو عالمه
ليبك عليه الآن «٨» من كان باكيا ... فتلك مغانيه خلت ومعالمه
تقلّد منه الملك عضب بلاغة ... يقدّ السلوقيّ المضاعف صارمه
وقلّده مثنى الوزارة فاكتفى ... بها ألمعيّ حازم الرأي عازمه
ففي يده وهو الزعيم بحقّها ... براعته «٩» والمشرفيّ وخاتمه
سخيّ على العافين سهل قياده ... أبيّ على العادين صعب شكائمه
إذا ضلّت الآراء في ليل حادث ... رآها برأي يصدع الحقّ «١٠» ناجمه
وقام بأمر الملك «١١» للدين حاميا ... فذلّ معاديه وضلّ مراغمه
وقد كان نيط العلم والحلم والتّقى ... به وهو ما نيطت عليه تمائمه
ودوّخ أعناق الليالي بهمّة ... يبيت ونجم الأفق فيها يزاحمه
وزاد على بعد المنال تواضعا ... أبى الله إلّا أن تتمّ مكارمه
سقيت الغوادي! أيّ علم وحكمة ... ودين متين ذلك القبر كاتمه
وما زلت «١٢» يستسقى بدعوتك الحيا ... وها هو يستسقى لقبرك ساجمه