خدود من الورد النضير وأعين ... من النّرجس السامي إليها تحدّق
وخامات زرع يانع كذؤاب ... وما شقّها من جدول الماء مفرّق
ومن شعره قوله: [الوافر]
أسافرة النقاب، سحرت لمّا ... أمطت الخزّ عن بدر التمام
وتيّمت الفؤاد بغنج طرف ... كحيل ما يفيق من المنام
لعمر أبيك ما بالنوم بعد ... عن الجفن المكحّل بالظلام
ومن معانيه المخترعة وأغراضه المبتدعة، وكلها كذلك: [البسيط]
ما لي إذا غبتم تهمي لفرقتكم ... عيني بمنهمر كالغيث هتّان
أشبهت نيلوفرا والشمس بهجتكم ... إن غبتم غبت في أمواه أجفان
السّقم يشهد لي والدّمع برّح بي ... متى استوى عندكم سرّ وإعلان؟
وقال من المستحسن الذي رمى فأصاب، واستمطر طبعه فصاب: [الطويل]
يقولون: لاح الشيب فاله عن الصّبا ... وعن قهوة تصبو لها وتنيب
فقلت: دعوني نصطحبها سلافة ... على صبح شيبي فالصّبح عجيب
وقال كذلك: [الكامل]
لا تعجبنّ من البليد مخولا ... ومن اللبيب يعدّ في الفقراء
الماء أصل الخصب غير مدافع ... وأخو البلادة طبعه كالماء
والنار مؤثرة الجدوب وإنها ... لشبيهة بطبائع الفطناء
ومن قصائده الغريبة: [الكامل]
ومعذّر لحظ المشيب بعارضي ... فتصرّمت دوني حبال وصاله
هلّا ثنته نسبة لمحبّه؟ ... إنّ العذار لشيبة لجماله
وقال أيضا: [الوافر]
تحرّ الصّدق إن حدّثت يوما ... وإن حدّثت لا تنقل حديثا
وكن للسّرّ صوّانا كتوما ... وربما كان سرّك أو حديثا
وقال مما يكتب في غمد سيف: [الطويل]
لئن راق منّي منظر بان حسنه ... لقد سامني بالمهنّد باطن
كأنّ أديمي رقعة من حديقة ... تلقّفها صلّ لدى الروض كامن