ومن ذكره كالمسك فضّ ختامه ... وكالشمس نورا بشره المتوسّم
لقد حزت خصل «١» السّبق غير معاند «٢» ... فأنت على أهل السباق مقدّم
حويت من العلياء كلّ كريمة ... بها الروض يندى والرّبى تتبسّم
وباهيت أقلام المقام «٣» براعة ... فلا قلم إلّا يراعك يخدم
إذا «٤» فاخر الأمجاد يوما فإنما ... لمجدك في حال الفخار يسلّم
وإن سكتوا كنت البليغ لديهم ... يعبّر «٥» عن سرّ العلى ويترجم «٦»
ومنها:
فيا صاحبي نجواي عوجا برامة ... على ربعه حيث النّدى والتّكرّم
وقولا له: عبد «٧» ببابك يرتجي ... قضاء لبانات لديك تتمّم
وليس له إلّا علاك وسيلة ... ولا شيء أسمى من علاك وأعظم
فجد بالذي يرجوه منك «٨» فما له ... كعقد ثمين من ثنائك ينظم
بقيت ونجم السّعد عندك طالع ... يضيء له بدر وتشرق أنجم
وقال مراجعا القاضي أبا عبد الله بن غالب، رحمه الله: [الطويل]
وما كنت عن ذكر الأحبّة ساليا ... ولا عن هوى بيض الدّما برغيب
فلمّا أتتني رقعة بلبليّة ... شغلت بها عن منزل وحبيب
وقبّلتها ألفا وقلت لها انعمي ... صباحا وممسى بالقبول وطيب
فيا حسن خطّ جاء من عند بارع ... ويا سحر لفظ من كلام أديب
وإنّ قريضا لم يحكه ابن غالب ... لخلو من الآداب غير عجيب
وفاته: بمالقة في الطاعون عام خمسين وسبعمائة.