وأبديت فيه سحر لفظك رائقا ... تلذّ به الأجفان وهي سواهر
ومتّعت طرفي فيه لا زلت باقيا ... نحا «١» بك ربيّ يوم تبلى السرائر
وخصّك منّي بالسلام مردّدا ... عليك مدى الدنيا وما طار طائر
مولده: في حدود سنة سبع وستين وستمائة.
وفاته: في صفر من عام أربعة وأربعين وسبعمائة. وكانت جنازته بالغة أقصى مبالغ الاحتفال، وتزاحم الناس على قبره بما بعد العهد به.
وممن رثاه شيخنا أبو الحسن بن الجياب فقال: [الرمل]
قضي الأمر، فيا «٢» نفس اصبري ... صبر تسليم لحكم القدر
وعزاء يا فؤادي إنّه ... حكم ملك قاهر مقتدر
حكمة قد «٣» أحكمت تدبيرها ... نحن منها في سبيل السّفر
أجل مقتدر «٤» ليس بمس ... تقدم منه «٥» ولا مستأخر
أحسن الله عزاء كلّ ذي ... خشية من ربّه «٦» في عمر
في أمانيّ «٧» التّقيّ الخاشع ال ... طاهر الذات الزّكيّ السبر
قرشيّ من سليم «٨» مستقى ... من صميم الشّرف المطّهّر
يشهد الليل دليلا «٩» أنه ... دائم الذّكر طويل السّهر
في صلاة بعثت وفدا لها «١٠» ... زمر للمصطفى «١١» من مضر
نائما أو «١٢» راكعا أو ساجدا ... لطلوع فجره المنفجر
جمع الرحمن شملينا «١٣» غدا ... بحبيب الله خير البشر
وتلقّته وفود، رحمة ال ... لّه تأتي بالرّضى والبشر