مرتبته. وقال ابن عبد الملك «١» : دخل «٢» يوما إلى مجلس قضاء أبي الفضل عياض «٣» مخمرا، فتنسّم بعض حاضري «٤» المجلس رائحة الخمر، فأعلم القاضي بذلك، فاستثبت «٥» ، وحدّه حدّا تاما، وبعث إليه بعد أن أقام عليه الحدّ، بثمانية دنانير وعمامة. فقال الفتح حينئذ لبعض أصحابه: عزمت على إسقاط اسم القاضي أبي الفضل من كتابي الموسوم «٦» ب «قلائد العقيان» قال: فقلت: لا تفعل، وهي نصيحة، فقال «٧» : وكيف ذلك؟ فقلت «٨» له: قصّتك معه من الجائز أن تنسى، وأنت تريد أن تتركها «٩» مؤرخة، إذ كلّ من ينظر في كتابك يجدك قد ذكرت فيه من هو مثله ودونه في العلم والصيت، فيسأل عن ذلك، فيقال له، [اتّفق معك كيت وكيت]«١٠» فيتوارث العلم «١١» عن الأكابر الأصاغر، قال: فتبين له ذلك، وعلم صحته وأقرّ اسمه «١٢» .
وحدّثني بعض الشيوخ أنّ سبب حقده على ابن باجة أبي بكر «١٣» ، آخر فلاسفة الإسلام بجزيرة الأندلس، ما كان من إزرائه به، وتكذيبه إياه في مجلس إقرائه، إذ جعل يكثر ذكر ما وصله به أمراء الأندلس، [ويذكر الفخر بذلك]«١٤» ، ووصف حليا، وكانت «١٥» تبدو من أنفه فضلة خضراء اللون. زعموا «١٦» ، فقال له: فمن تلك