وأدرّ أخلاف «١» العطاء تطوّلا ... وأنال فضلا من يطيع ومن يسي
حتى إذا انتظم الوجود بنسبة ... وكساه ثوبي نوره والحندس «٢»
واستكملت كلّ النّفوس كمالها ... شفع العطايا بالعطاء الأنفس
بأجلّ هاد للخلائق مرشد ... وأتمّ نور للخلائق مقبس
بالمصطفى المهدي إلينا رحمة ... مرمى الرّجاء «٣» ومسكة المتيئّس
نعم يضيق الوصف عن إحصائها ... فلّ الخطيب بها لسان الأوجس «٤»
إيه فحدّثني حديث هواهم ... ما أبعد السّلوان عن قلب الأسي
«٥»
إن كنت قد أحسنت نعت جمالهم ... فلقد سها عني العذول بهم وسي «٦»
ما إن دعوك ببلبل إلّا لما ... قد هجت من بلبال هذي الأنفس
سبحان من صدع الجميع بحمده ... وبشكره من ناطق أو أخرس
وامتدّت الأطلال ساجدة له ... بجبالها من قائم أو أقعس
فإذا تراجعت الطيور وزايلت ... أغصانها بان «٧» المطيع من المسي
فيقول ذا: سكرت لنغمة منشد ... ويقول ذا: سجدت لذكر مقدّس
كلّ يفوه بقوله «٨» والحقّ لا ... يخفى على نظر اللّبيب «٩» الأكيس
وقال «١٠» : [الكامل]
زارت على حذر من الرّقباء ... والليل ملتحف «١١» بفضل رداء
تصل الدّجى بسواد فرع فاحم ... لتزيد ظلماء إلى ظلماء
فوشى «١٢» بها من وجهها وحليّها ... بدر الدّجى وكواكب الجوزاء
أهلا بزائرة على خطر السّرى ... ما كنت أرجوها ليوم لقاء