مع فروسيته في فنون من العلم، وتحقق بضروب من الآداب، فاغتدى أديبا نحريرا، وشاعرا محسنا، واتصل قيامه بأمر العرب إلى أن قتل.
شعره: ومن شعره في وقيعة سوّار بالمولدين قوله من قصيدة طويلة:
[الخفيف]
قد طلبنا بثأرنا فقتلنا ... منكم كلّ مارق وعنيد
قد قتلناكم بيحيى وما أن ... كان حكم الإله «١» بالمردود
هجتم يا بني العبيد ليوثا ... لم يكونوا لجارهم بقعود
فاصطلوا حرّها وحدّ سيوف ... تتلظّى «٢» عليكم بالوقود
حاكم ماجد يقود إليكم ... فئة سادة كمثل الأسود
ورئيس «٣» مهذّب من نزار ... وعميد ما مثله من عميد
يطلب الثأر بابن قوم كرام ... أخذوا بالعهود قبل المهود
فاستباح الحمى فلم «٤» يبق منها ... غير عان وفقده «٥» المصفود
قد قتلنا منكم ألوفا فما يع ... دل قتل الكريم قتل العبيد
مثّلوه لمّا أضاف إليهم ... لم يكن قتله برأي سديد
قتلته عبيد سوء لئام ... وفعال العبيد غير حميد
لم يصيبوا الرشاد فيما أتوه ... لا ولا كان جدّهم لسعود
قد غدرتم به بني اللؤم من بع ... د يمين قد أكّدت وعهود
فلئن كان قتله غدرة ما ... كان بالنّكس لا ولا الرّعديد
كان ليثا يحمي الحروب وحصنا ... وملاذا وعصمة المقصود
كان فيه التّقى مع الحلم والبأ ... س وجود ما مثله من «٦» جود
عال مجد الأمجاد بعدكم «٧» ... وقديما، وفتّ كل مجيد
فجزاك الإله جنة عدن ... حيث يجزي الثواب كلّ شهيد