للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: لا تجزعوا عليّ فإنّي ... حسن الظّنّ بالرؤوف الرحيم

ودعوني بما اكتسبت رهينا ... غلق الرّهن عند مولى كريم

انتهى. وكتب هذا بخطه في مدينة بلنسية، حماها الله، سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي، في الموفي عشرين لجمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وستمائة.

والحمد لله رب العالمين.

وفاته: كان أبدا يقول: إن منتهى عمره سبعون سنة لرؤيا رآها في صغره، فكان كذلك، واستشهد في الكائنة على المسلمين بظاهر أنيشة «١» على نحو سبعة أميال منها؛ لم يزل متقدما أمام الصفوف زحفا إلى الكفار، مقبلا على العدو، ينادي بالمنهزمين من الجند: أعن الجنّة «٢» تفرّون؟ حتى قتل صابرا محتسبا، غداة يوم الخميس لعشر بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة.

ورثاه أبو عبد الله بن الأبّار، رحمه الله، بقوله «٣» : [الطويل]

ألمّا بأشلاء العلى والمكارم ... تقدّ بأطراف القنا والصّوارم

وعوجا عليها مأربا وحفاوة «٤» ... مصارع غصّت «٥» بالطّلا والجماجم

نحيّي «٦» وجوها في الجنان «٧» وجيهة ... بما لقيت «٨» حمرا وجوه الملاحم