شعره: جرى ذكره «١» في «الإكليل الزاهر» بما نصّه «٢» : ممن «٣» يتشوّق إلى المعارف «٤» والمقالات، ويتشوّف «٥» إلى الحقائق والمجالات «٦» ، ويشتمل على نفس رقيقة، ويسير من تعليم القرآن على خير طريقة، ويعاني من الشّعر ما يشهد بنبله، ويستظرف «٧» من مثله. فمن شعره قوله: [الكامل]
لمّا نأوا في الظّاعنين وساروا ... أضحت قلوب العاشقين تحار
تركوهم في ظلمة وتوحّش ... ما انجابت الأضواء والأنوار
ذهبوا فأبقوا كلّ عقل ذاهلا ... ولكل قلب بالنّزوح مطار
ظعنوا وقد فتنوا الورى بجمالهم ... عبثوا بأفئدة الأنام وحاروا «٨»
ما ضرّهم قبل «٩» النّوى لو ودّعوا ... ما ضرّهم لو أعلموا إذ ساروا «١٠»
فقلوبنا من بعدهم في فجعة ... ودموعنا من بعدهم أمطار
يا دار، أين أحبّتي ووصالنا؟ ... أين الذي كنّا به يا دار؟
كنا نذيع به عبير حديثنا ... وكلامنا الألطاف والأشعار
والطّير تتلو فوقنا نغماتها ... والدهر يسمح والمدام تدار
ولطالما بتنا وبات رقيبنا ... في غفلة قضيت بها الأوطار
هل نحن في «١١» زمن تقادم عهده ... نلنا به «١٢» النّعمى ونحن صغار؟
فلا تذر على الوصال وابكين «١٣» ... ما دامت الآصال والأسحار
ومن المقطوعات: [الطويل]
وكم عذلوني في هواه وما رأوا ... محيّاه حتى عاينوه وسلّموا
وقالوا: نعم هذا الكمال حقيقة ... فحطّوا وجاءوا صاغرين وسلّموا
وكتب إليّ صحبة كتاب أعرته إياه، عقب الفراغ من مطالعته: [السريع]
هذا كتاب كلّه «١٤» معجم ... أفحمني معناه إفحاما