للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقرأ أولا كتاب السّير ... والقصص الآتي بكلّ خبر

ثم فتوح الشّام باجتهاد ... وبعده المشهور بالإنجاد

سؤاله تعجز عنه الطّلبه ... ومن لديه من أجلّ الكتبه

يعقد الكتب إلى وقت الضّحى ... ثم يصلّيها كفعل الصّلحا

ويأمر الكتّاب بالأوامر ... في باطن من سرّه وظاهر

ويدخل الأشياخ من مرين ... للرأي والتدبير والتّزيين

مجلسه ليس به فجور ... ولا فتى في قوله يجور

كأنهم مثل النجوم الزّهر ... وبينهم يعقوب مثل البدر

قد أسبر الوقار والسكينه ... وحلّ في مكانة مكينه

حتى إذا ما جاز وقت الظهر ... قام إلى بيت للنّدى والفخر

يبقى إلى وقت صلاة العصر ... يأتي إلى بيت العلى والأمر

وينصف المظلوم ممن ظلمه ... ولم يزل إلى صلاة العتمه

ثم يؤمّ بيتة الكريما ... ويترك الوزير والخديما

ثم ينام تارة، وتارة ... يدبّر الأمور بالإداره

ما إن ينام الليل إلّا ساهرا ... ينوي الجهاد باطنا وظاهرا

فهل سمعتم مثل هذه السّيره ... وهذه المآثر الأثيره

لملك كان من الملوك ... أو مالك في الدهر أو مملوك

كذاك كان فعله قديما ... بذاك نال الملك والتّعظيما

ومن الرّجز المسمى بقطع السّلوك «١» من تأليفنا، في ذكره، قولي: [الرجز]

تبوّا «٢» هذا الأمر عبد الحقّ ... أكرم من نال العلى بحقّ

واستخلص الملك بحدّ المرهف ... لسن مجد عظيم الشرف

وكان سلطانا عظيم الجود ... وصدقت رؤياه في الوجود

فأعلى الأيام نور سعده ... ونالها أبناؤه من بعده

عثمان ثم بعده محمد ... ثم أبو يحيى الحمام الأسعد

تمهّد الملك له لما هلك ... وسلك السّعد به حيث سلك