واصدمه أول وهلة لا ترتدع ... بعد التقدم فالنّكول «١» يضعضع
وإذا تكاثفت «٢» الرجال بمعرك ... ضنك فأطراف الرّماح توسع
حتى إذا استعصت «٣» عليك ولم يكن ... إلّا شماس دائم وتمنّع
ورأيت نار الحرب تضرم بالظّبا ... ودخانها «٤» فوق الأسنّة يسطع «٥»
ومضت تؤذّن بالصّميل جيادها ... والهام تسجد والصّوارم تركع «٦»
والرمح يثني معطفيه كأنه ... في الرّاح لا علق الفوارس يكرع
والريح تنشأ سجسجا هفّافة ... وهي السّكينة عن يمينك توضع
أقص «٧» الكمين على العدوّ فإنه ... يعطيك من أكتافه ما يمنع
وإذا هزمت عداك فاحذر كرّها ... واضرب وجوه كماتها إذ ترجع
وهي الحروب قوى النّفوس وحزبها ... من قوّة الأبدان فيها أنفع
ثم انتهض بجميع من «٨» أحمدته «٩» ... حتى يكون لك المحلّ الأرفع
وبذاك «١٠» تعتب إن تولّت عصبة ... كانت ترفّه للوغى «١١» وترفّع
من معشر إعراض وجهك عنهم ... فعل الجميل وسخطك المتوقّع
يكبو «١٢» الجواد وكل حبر «١٣» عالم ... يهفو وتنبو المرهفات القطّع
أنّى قرعتم «١٤» يا بني صنهاجة ... وإليكم في الرّوع كان المفزع؟
ما أنتم إلّا أسود خفيّة «١٥» ... كلّ بكلّ عظيمة تستطلع «١٦»