للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجرى ذكره في «الإكليل» بما نصّه «١» : روض أدب لا تعرف الذّواء «٢» أزهاره، ومجموع فضل لا تخفى آثاره، كان في فنون الأدب مطلق الأعنّة، وفي معاركه ماضي الظّبا والأسنّة. فإن هزل، وإلى تلك الطريقة اعتزل، أبرم من الغزل «٣» ما غزل، وبذل من دنان راحته ما بذل «٤» . وإن صرف إلى المعرب «٥» غرب «٦» لسانه، وأعاره لمحة من إحسانه، أطاعه عاصيه، واستجمعت لديه أقاصيه. ورد على الحضرة الأندلسية والدنيا شابّة، وريح القبول هابّة، فاجتلى محاسن أوطانها، وكتب عن سلطانها. ثم كرّ إلى وطنه»

وعطف، وأسرع اللحاق كالبارق إذا خطف. وتوفي عن سنّ عالية، وبرود من العمر بالية «٨» .

ومن شعره أيام حلوله بهذه البلاد، قوله يمدح الوزير ابن الحكيم، ويلمّ بذكر السّلم في أيامه: [البسيط]

رضاكم إن مننتم خير مرهوب ... وما سوى هجركم عندي بموهوب

لكم كما شئتم العتبى وعتبكم ... مقابل الرضى من غير تثريب

منوا بلحظ رضى لي ساعة فعسى ... أنال منه لدهري طبّ مطبوب

فكم أثارت لي الأيام وابتسمت ... ثغور سعدي بتقريب فتقريب

قد كنّ بيضا رعابيبا بقربكم ... والآن يوصفن بالسّود الغرابيب

آها لدهر تقضّى لي بباكم ... مرتّب للأماني أيّ ترتيب

ما كان إلّا كأحلام سررت بها ... فواصلت حال تقويض بتطنيب

يا ليت شعري هل تقضى بعودته ... فأقدر الحسن منه بعد تجريب؟

ومنها:

يا أيها السيد الأعلى الذي يده ... حازت ندى السّحب مسكوبا بمسكوب

فلو سألنا بلاد الله عن كرم ... فيها لكفّيه والأنواء منسوب

لقلن: إن كان جود لا يضاف لذي ال ... وزارتين فجود غير محسوب