«فصرع والحمد «١» لله لحينه، وبادرت إليه بوادر منونه، وأتته وافدات الخطيئات عن يساره، ويمينه، وكان «٢» يدّعي أن المنيّة في هذه الأعوام لا تصيبه، ويزعم أنه يبشّر بذلك والنوائب لا تنوبه؛ ويقول في سواه قولا كثيرا، ويختلق على الله إفكا وزورا؛ فلما عاينوا «٣» هيئة اضطجاعه، ورأوا ما خطّته «٤» الأسنة في أعضائه «٥» ، ونفذ فيه من أمر الله ما لم يقدروا على استرجاعه؛ هزم لهم من كان لهم من الأحزاب، وتساقطوا على وجوههم كتساقط «٦» الذّباب، وأعطوا عن بكرة أبيهم صفحة «٧» الرّقاب، ولم تقطر كلومهم إلّا على الأعقاب «٨» ؛ فامتلأت تلك الجهات بأجسادهم، وأذنت «٩» الآجال بانقراض آمالهم «١٠» ، وأخذهم الله بكفرهم وفسادهم؛ فلم يعاين منهم إلّا من خرّ صريعا، وسقى الأرض نجيعا «١١» ، ولقي من وقع «١٢» الهنديّات أمرا فظيعا؛ ودعت الضرورة باقيهم إلى التّرامي في الوادي، فمن كان يؤمل الفرار منهم ويرتجيه، ويسبح طامعا في الخروج إلى ما ينجيه، اختطفته الأسنّة اختطافا، وأذاقته موتا ذعافا «١٣» ؛ ومن لجّ في الترامي على لججه، ورام البقاء في ثجّه «١٤» ، قضى عليه شرقه، وألوى فرقته «١٥» غرقه. ودخل الموحّدون إلى الباقية «١٦» الكائنة فيه، يتناولون قتالهم طعنا وحربا «١٧» ، ويلقونهم بأمر الله هونا «١٨» عظيما وكربا، حتى سطت «١٩» مراقات الدماء على صفحات الماء، وحكت حمرتها على زرقه حمرة الشّفق على زرق «٢٠» السماء؛ وظهرت «٢١» العبرة للمعتبر، في جري الدماء «٢٢» جري الأبحر» .