للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما اليأس منك على التصبّر حاملي ... أيأستني فكأنني لم أيأس

لمّا ذهبت بكلّ حسن أصبحت ... نفسي تعاني شجو كلّ الأنفس

أصباح أيّامي ليال كلّها ... لا تنجلي عن صبحك المتنفّس

وقال في ذلك: [مجزوء الكامل]

أعلمت ما صنع الفرا ... ق غداة جدّ به الرّفاق؟

ووقفت منهم حيث للن ... نظرات والدمع استباق

سبقت مطاياهم فما ... أبطا «١» بنفسك في السباق

أأطقت حمل صدودهم ... للبين خطب لا يطاق

عن ذات عرق أصعدوا ... أتقول دارهم العراق

نزلوا ببرقة ثمهد ... فلذاك ما شئت البراق

وتيامنوا عسفان أن ... يقفوا بمجتمع الرّفاق

ما ضرّهم وهم المنى ... لو وافقوا بعض الوفاق

قالوا تفرّقنا غدا ... فشغلت عن وعد التّلاق

عمدا رأوا قتل العمي ... د فكان عيشك في اتّفاق

أولى لجسمك أن يرقّ ... ودمع عينك أن يراق

أمّا الفؤاد فعندهم ... دعه ودعوى الاشتياق

أعتاد حبّ محلهم ... فمحلّ صدرك عنه ضاق

واها لسالفة الشبا ... ب مضت بأيامي الرقاق

أبقت حرارة لوعة ... بين الترائب والتّراق

لا تنطفي وورودها ... من أدمعي كأس دهاق

وقال أيضا: [الكامل]

يا موحشي والبعد دون لقائه ... أدعوك عن شحط وإن لم تسمع

يدنيك مني الشوق حتى إنني ... لأراك رأي العين لولا أدمعي

وأحنّ شوقا للنّسيم إذا سرى ... لحديثكم وأصيح كالمستطلع

كان اللّقاء «٢» فكان حظّي ناظري ... وسط الفراق فصار حظّي مسمعي «٣»