وقلت، وأنا بسلا، وقد أحسست غفلة، والحال كلّه كذلك «١» : [الطويل]
أيا أهل هذا القطر، ساعده القطر ... دهيت «٢» فدلّوني لمن يرفع الأمر؟
تشاغلت بالدنيا ونمت مفرّطا ... وفي شغلي أو نومتي سرق العمر
وقلت في منكانة الرّمل وهو بديع: [البسيط]
منكانة الرّمل فيها عبرة ونهى ... وشاهد أنّ كلّا منقض كمدا
لباب عمر الفتى يجري بجريتها ... كأنما العمر لمّا أطلقت فصدا
ولما ارتجلت ذلك، استزاد الحاضرون فقلت «٣» : [البسيط]
تأمّل الرّمل في المنكان «٤» منطلقا ... يجري وقدره عمرا منك منتهبا
والله لو كان وادي الرّمل ينجده ... ما طال «٥» طائله إلّا وقد ذهبا
وقلت في قريب منه: [الطويل]
حمى الفلك الدوّار جفني عن الكرى ... لشتّى هموم منه فكري يجنيها
أراه رحى قين وعمري صفيحة ... يكرّ عليها بالمدار فيفنيها
وقلت في الوصايا: [الوافر]
إذا ما النّفس مالت نحو حسن ... فقد خطرت على خطر الولوع
فإن أحسّت ميله «٦» أدركها ... فما بعد المميل سوى الوقوع
وقلت في المعنى: [الرجز]
إذا صرفت نحو وجه حسن ... طرفك واستهداك للحين الطّمع
فلا تمل قلبك ما اسطعت «٧» له ... فالقلب كالحائط إن مال وقع