يكلّف قرص البدر حمل تحيّة ... إذا ما هوى والشمس حين تغيب
ليرجع «١» من تلك المعالم غدوة ... وقد ذاع من ورد «٢» التحيّة طيب
ويستودع «٣» الريح الشمال شمائلا ... من الحبّ لم يعلم بهنّ رقيب
ويطلب في جيب الجيوب جوابها ... إذا ما أطلّت والصباح منيب «٤»
ويستفهم الكفّ الخضيب ودمعه ... غراما بحنّاء النّجيع خضيب
ويتبع آثار المطيّ مشيّعا «٥» ... وقد زمزم الحادي وحنّ نجيب
إذا أثر الأخفاف «٦» لاحت محاربا ... يخرّ عليها راكعا وينيب
ويلقي ركاب الحجّ وهي قوافل ... طلاح وقد لبّى النداء «٧» لبيب
فلا قول إلّا أنّة وتوجّع ... ولا حول إلّا زفرة ونحيب
غليل ولكن من قبولك منهل ... عليل ولكن من رضاك طبيب
ألا ليت شعري والأمانيّ ضلّة ... وقد تخطىء الآمال ثم تصيب
أينجد نجد بعد شطّ «٨» مزاره ... ويكثب «٩» بعد البعد منه كثيب «١٠» ؟
وهل ينقضي ديني «١١» فيسمح طائعا «١٢» ... وأدعو بحظّي مسمعا فيجيب؟
ويا ليت شعري هل لحومي مورد «١٣» ... لديك؟ وهل لي في رضاك نصيب؟
ولكنّك المولى الجواد وجاره ... على أيّ حال كان ليس يخيب
وكيف يضيق الذّرع يوما بقاصد ... وذاك الجناب المستجار رحيب «١٤» ؟
وما هاجني إلّا تألّق بارق ... يلوح بفود الليل منه مشيب
ذكرت به ركب الحجاز وجيرة ... أهاب بها نحو الحبيب مهيب