عن التّنصيص، وفّق «١» ببركتك السّارية رحماها «٢» في القلوب، ووسائل محبّتك العائدة بنيل المطلوب، إلى استفادة عظة واعتبار، واغتنام إقبال بعد إدبار، ومزيد استبصار، واستعانة بالله تعالى وانتصار «٣» ، فسكن هبوب الكفر بعد إعصار، وحلّ مخنّق الإسلام بعد حصار، وجرت على سنن السّنة بحسب الاستطاعة والمنّة اليسيرة، وجبرت بجاهك القلوب الكسيرة، وسهّلت «٤» المآرب العسيرة، ورفع بيد العزّة الضّيم، وكشف بنور البصيرة الغيم، وظهر القليل على الكثير، وباء الكفر بخطّة التّعثير، واستوى الدّين الحنيف على المهاد الوثير، فاهتبلنا يا رسول الله غرّة العدوّ وانتهزناها، وشمنا «٥» صوارم عزّة الغدوّ «٦» وهززناها، وأزحنا «٧» علل الجيوش وجهّزناها، فكان مما ساعد عليه القدر، والحظّ «٨» المبتدر، والورد الذي حسن منه «٩» الصّدر، أننا عاجلنا مدينة برغة «١٠» ، وقد جرّعت «١١» الأختين؛ مالقة ورندة، من مدائن دينك، وخزائن «١٢» ميادينك، أكواس «١٣» الفراق، وأذكرت مثل من بالعراق، وسدّت طرق التّزاور على «١٤» الطّراق، وأسالت المسيل بالنّجيع «١٥» المراق، في مراصد المراد والمراق «١٦» ، ومنعت المراسلة مع هدي «١٧» الحمام، لا بل مع طيف المنام عند الإلمام «١٨» ، فيسّر الله اقتحامها، وألحمت بيض الشّفار في رؤوس «١٩» الكفار إلحامها، وأزال «٢٠» بشر السيوف من بين تلك الحروف إقحامها، فانطلق المسرى، واستبشرت القواعد الحسرى، وعدمت بطريقها المخيف مصارع الصّرعى ومثاقف «٢١» الأسرى، والحمد لله على فتحه الأسنى ومنحه الأسرى، ولا