يغمط، والدّراع «١» المسارع، والأعزل الذّراع «٢» ، وراقي الهضاب الفارع، ومكتوب الكتيبة البارع، وأكرم به من مرتاض سالك، ومجتهد على غايات السّابقين الأوّلين «٣» متهالك. وأشهب يروي من الخليفة، ذي الشّيم المنيفة، عن مالك. وحباريّ كلّما سابق وبارى، استعار جناح الحبارى «٤» ، فإذا أعملت هذه «٥» الحسبة، قيل من هنا جاءت النّسبة، طرد النّمر لما عظم أمره وأمر، فنسخ وجوده بعدمه، وابتزّه الفروة ملطّخة «٦» بدمه. وكأنّ مضاعف الورد نثر عليه من طبقه أو الفلك، لما ذهب الحلك، مزج فيه «٧» بياض صبحه بحمرة شفقه، وقرطاسيّ حقّه لا يجهل، متى ما ترقى العين فيه تسهل «٨» ، إن نزع عنه جلّه، فهو نجم كلّه، انفرد بمادة الألوان، قبل أن تشوبها «٩» يد الأكوان، وتمزجها أقلام الملوان «١٠» ، يتقدم منه الكتيبة «١١» لواء ناصع، أو أبيض مماصع «١٢» ، لبس وقار المشيب «١٣» ، في ريعان العمر القشيب، وأنصتت الآذان من صهيله المطيل المطيب، لما ارتدى بالبياض إلى نغمة الخطيب، وإن تعتّب منه للتأخير المتعتّب «١٤» ، قلنا: الواو لا ترتّب، ما بين فحل وحرّة، وبهرمانة «١٥» ودرّة، ويا لله من ابتسام غرّة، ووضوح يمن في طرّة، وبهجة للعين وقرّة. وإن ولع الناس بامتداح القديم، [وخصّوا الحديث بفري الأديم، وأوجب المتعصّب وإن أبى المنصب مزية «١٦» التّقديم،] «١٧» وطمح إلى رتبة المخدوم طرف الخديم، وقورن المثري بالعديم، وبخس في سوق الكسد «١٨» الكيل، ودجا الليل، [وظهر في فلك الإنصاف الميل، لمّا تذوكرت الخيل،]«١٩» فجيء بالوجيه والخطّار، والذائد «٢٠» وذي الخمار «٢١» ، وداحس والسّكب، والأبجر «٢٢» وزاد الركب، والجموح واليحموم،