للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقفلنا وأجنحة الرايات برياح العنايات «١» خافقة، وأوفاق التوفيق الناشئة من خطوط الطريق موافقة «٢» ، وأسواق العزّ بالله نافقة، وحملاء الرفق مصاحبة والحمد لله مرافقة، وقد ضاقت ذروع الجبال، عن أعناق الصّهب السّبال «٣» ، ورفعت على الأكفال، ردفاء «٤» كرائم الأنفال، وقلقلت من النواقيس أجرام الجبال، بالهندام والاحتيال، وهلك «٥» بمهلك هذه الأمّ بنات كنّ يرتضعن ثديّها الحوافل، ويستوثرن حجرها الكافل، شمل التخريب أسوارها، وعجّلت النار بوارها «٦» .

ثم تحرّكنا بعدها حركة الفتح، وأرسلنا دلاء»

الأدلّاء «٨» قبل المتح «٩» ، فبشّرت بالمنح. وقصدنا مدينة «١٠» أبّدة «١١» وهي ثانية الجناحين، وكبرى الأختين، ومساهمة جيّان في حين الحين، مدينة أخذت عرض «١٢» الفضاء الأخرق، وتمشّت في «١٣» أرباضها تمشّي الكتابة الجامحة في المهرق «١٤» ، المشتملة على المتاجر والمكاسب، والوضع المتناسب، والفلح «١٥» المعيي ريعه «١٦» عمل الحاسب، وكوارة «١٧» الدير «١٨» اللاسب، المتعددة اليعاسب، فأناخ العفاء بربوعها العامرة، ودارت كؤوس عقار الحتوف ببنان السيوف على متديّريها المعاقرة، وصبّحتها طلائع الفاقرة، وأغريت ببطون أسوارها عوج المعاول الباقرة، ودخلت مدينتها عنوة السيف، في أسرع من خطرة الطّيف، ولا تسل «١٩» عن الكيف. فلم يبلغ العفاء من مدينة حافلة، وعقيلة في حلل المحاسن رافلة، ما بلغ من هذه البائسة التي سجدت لآلهة النيران أبراجها، وتضاءل بالرّغام معراجها، وضفت على أعطافها ملابس الخذلان، وأقفر من كنائسها كناس الغزلان.