يا شقّة النّفس إنّ النّفس قد تلفت ... إلّا بقيّة رجع الصّوت والنّفس
هذا فؤادي وجفني فيك قد جمعا ... ضدّين فاعتبري إن شئت واقتبسي
ويا لطارق نوم منك أرّقني ... ليلا ونبّهني للوجد ثم نسي
ما زال يشرب من ماء القلوب فلم ... أبصرته ذابلا يشكو من اليبس
ملأت طرفي عن ورد تفتح في ... رياض خدّيك صلّا غير مفترس
وقلت للّحظ والصّدغ احرسا فهما ... ما بين مصم وفتّاك ومنتكس
وليلة جئتها سحرا أجوس بها ... شبا العوالي وخيس الأخنف الشّرس
أستفهم الليل عن أمثال أنجمه ... وأسأل «١» العيس عن سرب المها الأنس
وأهتك السّتر لا أخشى بوادره ... ما بين منتهز طورا ومنتهس
بتنا نعاطي بها ممزوجة مزجت ... حلو الفكاهة بين اللّين والشّرس
أنكحتها من أبيها وهي آيسة ... فثار أبناؤها في ساعة العرس
نور ونار أضاءا في زجاجتها ... فذاك خدّك يا ليلى وذا نفسي «٢»
حتى إذا آب نور الفجر في وضح ... معرّك جال بين الفجر والغلس
وهيمنت بالضنا تحت الصباح صبا ... قد أنذرتها ببرد القلب واللّعس
قامت تجرّ فضول الريط آنسة ... كريمة الذيل لم تجنح إلى دنس
تلوث فوق كثيب الرمل مطرفها ... وتمسح النّوم عن أجفانها النّعس
فظلّ قلبي يقفوها بملتهب ... طورا ودمعي يتلوها بمنبجس
دهر يلوّن لونيه كعادته ... فالصبح في مأتم والليل في عرس
وإحسانه كثير، ومقداره كبير. ثم آب إلى بلاد السودان، وجرت عليه في طريقه محنة، ممّن يعترض الرفاق ويفسد السبيل، واستقرّ بها على حاله من الجاه والشّهرة، وقد اتخذ إماء للتسرّي من الزّنجيّات، ورزق من الجوالك أولادا كالخنافسة. ثم لم يلبث أن اتصلت الأخبار بوفاته بتنبكتو، وكان حيّا في أوائل تسعة وثلاثين وسبعمائة «٣» .