أتعتذرون من المحال بضعف الحال، وقلّة «١» الرجال؟ إذا نلحقكم بربّات الحجال.
كأنّا لا نعرف مناحي أقوالكم، وسوء «٢» منقلبكم وأحوالكم؛ لا جرم أنكم سمعتم بالعدوّ قصمه الله، وقصده إلى «٣» ذلك الموضع عصمه الله؛ فطاشت قلوبكم خورا، وعاد صفوكم كدرا، وشممتم ريح الموت وردا وصدرا؛ وظننتم أنكم أحيط بكم من كل جانب «٤» ، وأن الفضاء قد غصّ بالتفاف القنا واصطفاف المناكب «٥» ، ورأيتم غير شيء فتخيّلتموه «٦» طلائع الكتائب. تبّا لهمّتكم «٧» المنحطّة، وشيمتكم «٨» الرّاضية بأدون خطّة؛ أحين «٩» ندبتم إلى حماية إخوانكم، والذبّ «١٠» عن كلمة إيمانكم، نسّقتم الأقوال وهي مكذوبة، ولفّقتم الأعذار وهي بالباطل مشوبة؛ لقد آن لكم أن تتبدلوا جلّ الخرصان «١١» ، إلى مغازل النّسوان؛ وما لكم ولصهوات الخيول، وإنما على الغانيات جرّ الذيول. أتظهرون العناد «١٢» تخريصا، بل تصريحا وتلويحا، ونظنّ أن لا يجمع لكم شتّا، ولا يدني منكم نزوجا. أين المفرّ وأمر الله يدرككم، وطلبنا الحثيث لا يترككم؟ فأزيلوا «١٣» هذه النزعة النّفاقيّة من «١٤» خواطركم قبل أن نمحو بالسيف أقوالكم وأفعالكم، ونستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم، ونحن نقسم بالله لو اعتسفتم كل بيداء سملق، واعتصمتم بأمنع معقل، وأحفل فيلق، ما ونينا عنكم زمانا، ولا ثنينا عن استئصال العزم منكم «١٥» عنانا فلا يغرّنكم الإمهال، أيّها الجهّال» . وهي طويلة. وقال عند الإيقاع بالأشياخ أولي الفساد على الدول، وصلبهم في الأشجار والأسوار، مما كلف السّلمي بحفظها واستظرافها «١٦» : [الكامل]
أهل الحرابة والفساد من الورى ... يعزون في التشبيه بالذّكّار «١٧»