(إنّ المقارن بالمقارن يفتدي) «١» ... مثل جرى جري الرياح قديما
وجماع كلّ الخير في التّقوى فلا ... تعدم حلى التّقوى تعدّ عديما
وقال يصف الشّيب من قصيدة، وهي طويلة؛ أولها «٢» : [الكامل]
لاح الصباح، صباح شيب المفرق ... فاحمد سراك نجوت ممّا تتّقي
هي شيبة الإسلام فاقدر قدرها ... قد أعتقتك وحقّ قدر المعتق
خطّت بفودك أبيضا في أسود ... بالعكس من معهود خطّ مهرق «٣»
كالبرق راع بسيفه «٤» طرف الدّجى ... فأعار «٥» دهمته شتات «٦» الأبلق
كالفجر يرسل في الدّجنّة خيطه ... ويجرّ «٧» ثوب ضيائه بالمشرق
كالماء يستره بقعر «٨» طحلب ... فتراه بين خلاله كالزّئبق
كالحيّة الرقشاء إلّا أنه ... لا يبرأ الملسوع منه إذا رقي
كالنّجم عدّ لرجم شيطان الصّبا ... يا ليت شيطان الصّبا لم يحرق
كالزّهر إلّا أنه لم يستنم «٩» ... إلّا بغصن «١٠» ذابل لم يورق
كتبسّم الزّنجيّ إلّا أنه ... يبكي العيون بدمعه «١١» المترقرق
وكذا البياض قذى العيون ولا ترى ... للعين أبكى «١٢» من بياض المفرق
ما للغواني وهو لون خدودها ... يجزعن من لألائه المتألّق
وأخلته لمع السّيوف ومن يشم ... لمع السّيوف على المفارق يفرق
هو ليس ذاك ولا الذي أنكرته «١٣» ... كن «١٤» خائفا ما خفن منه واتّق
داء يعزّ على «١٥» الطبيب دواؤه ... ويضيع خسرا فيه مال المنفق