وقال في القلم «١» : [الطويل]
لك القلم الأعلى الذي طال فخره ... وإن لم يكن إلّا قصيرا مجوّفا
تعلّم منه الناس «٢» أبدع حكمة ... فها هو أمضى ما يكون محرّفا
وقال في التشبيه: [البسيط]
كأنما السّوسن الغضّ الذي افتتحت ... منه كمائمه المبيضّة اللون
بنان كفّ فتاة قطّ ما خضبت ... تلقى بها من يراها خيفة العين
وقال يعرّض بقوم من بني أرقم: [المتقارب]
إذا ما نزلت بوادي الأشى «٣» ... فقل ربّ من لدغه سلّم
وكيف السلامة في موطن ... به عصبة من بني أرقم؟
وقال موريا بالفقه، وهو بديع «٤» : [الخفيف]
لي دين على الليالي قديم ... ثابت الرّسم منذ خمسين حجّه «٥»
أفأعدى بالحكم بعد عليها «٦» ؟ ... أم لها في تقادم الدّهر «٧» حجّه؟
ونختم مقطوعاته بقوله «٨» : [الطويل]
نجوت بفضل الله ممّا أخافه ... ولم لا وخير العالمين شفيع؟
وما ضعت في الدنيا بغير شفاعة ... فكيف إذا كان الشفيع أضيّع؟
وقال أيضا: [الطويل]
عليك بتقوى الله فيما ترومه ... من الأمر تخلص بالمرام وبالأجر
ولا ترج غير الله في نيل حاجة ... ولا دفع ضرّ في سرار ولا جهر
فمن أمّ غير الله أشرك عاجلا ... وفارقه إيمانه وهو لا يدري «٩»
وفاته: توفي قاضيا ببرجة، وسيق إلى غرناطة، فدفن بباب إلبيرة عصر يوم الأربعاء آخر يوم من ربيع «١٠» عام خمسة وأربعين وسبعمائة.