أخيه أبي الربيع سليمان تمام مدّة «١» ملكه وصدرا من دولة أخيه نصر «٢» ، حسبما يذكر في موضعه إن شاء الله.
وبتلمسان الأمير أبو سعيد عثمان بن يغمراسن، ثم أخوه أبو عمران «٣» موسى، ثم ولده أبو تاشفين عبد الرحمن إلى آخر مدة أخيه «٤» .
وبتونس «٥» السلطان الفاضل، الميمون النّقيبة، المشهور الفضيلة، أبو عبد الله محمد بن الواثق يحيى بن المستنصر أبي عبد الله بن الأمير أبي زكريا بن أبي حفص، من أولي «٦» العفّة، والنزاهة «٧» ، والتؤدة، والحشمة، والعقل، عني بالصالحين «٨» ، واختصّ بأبي محمد المرجاني، [فأشار بتقويمه]«٩» ، وظهرت «١٠» عليه بركته، [وكان يرتبط إليه، ويقف في الأمور عنده، فلم تعدم الرعيّة بركة ولا صلاحا في أيامه]«١١» ، إلى أن هلك في ربيع الآخر عام تسعة وسبعمائة، ووقعت بينه وبين هذا الأمير المترجم به «١٢» المراسلة والمهاداة.
وبقشتالة «١٣» هراندة بن شانجه بن أدفونش «١٤» بن هراندة، [المستولي على إشبيليّة وقرطبة، ومرسية، وجيّان، ولا حول ولا قوة إلّا بالله]«١٥» . هلك أبوه وتركه صغيرا، مكفولا على عادتهم، فتنفّس المخنّق وانعقدت السلم، واتصل الأمان مدة أيامه، وهلك في دولة أخيه.