لا تعترض أبدا على مسترفد «١» ... قد غار من أسرارها أن يفضحا «٢»
وكذاك لا تعتب على مستهتر ... لم يدر ما الإيضاح لمّا أوضحا
سكران يعثر في ذيول لسانه ... كفرا ويحسب أنه قد سبّحا
كتم الهوى حريّة «٣» بعض وبع ... ض ضاق ذرعا بالغرام فبرّحا
لا تخشينّ «٤» على العدالة هاتفا ... ثغر «٥» ارتياح العاشقين فجرّحا «٦»
الحبّ خمر العارفين قد ضفت «٧» ... حتما على من ذاقها أن يشطحا
فاشطح على هذا الوجود وأهله ... عجبا فليس براجح من رجّحا
كبّر عليهم إنهم موتى على ... غير الشّهادة ما أغرّ وأقبحا
واهزأ بهم فمتى يقل نصحاؤهم ... أهج «٨» فقل حتى ألاقي مفلحا
وإذا أريبهم «٩» استخفّ فقل له ... بالله يا يحيى بن يحيى دع جحا
أبني سليم قد نجا مجنونكم ... مجنون ليلى العارفين «١٠» به قد محا
هل يستوي من لم يبح بحبيبه ... مع من بذكر حبيبه قد أفصحا «١١»
فافرح وطب وابهج «١٢» وقل ما شئته «١٣» ... ما أملح الفقراء يا ما أملحا
ومن مقطوعاته التي هي آيات العجائب، وطرر حلل البدائع في شتى الأغراض والمقاصد، قوله يعتذر لبعض الطلبة، وقد استدبره ببعض حلق العلم بسبتة «١٤» : [السريع]
إن كنت أبصرتك لا أبصرت ... بصيرتي في الحقّ برهانها
لا غرو أني لم أشاهدكم ... فالعين لا تبصر إنسانها «١٥»