ودمت في نعم تضفو «١» ملابسها ... في ظلّ عزّ علا تصفو مشاربه
ثم الصلاة على خير البريّة ما ... سارت إليه بمشتاق ركائبه
ومن شعره ما قيّده لي بخطه صاحب قلم الإنشاء بالحضرة «٢» المرينية، الفقيه الرئيس الصدر المتفنن أبو زيد بن خلدون «٣» : [الطويل]
صحا القلب عمّا تعلمين فأقلعا ... وعطّل من تلك المعاهد أربعا «٤»
وأصبح لا يلوي على حدّ منزل ... ولا يتبع الطّرف الخليّ المودّعا
وأضحى من السّلوان في حرز معقل ... بعيد على الأيام أن يتضعضعا
يرد الجفان النّجل عن شرفاته ... وإن لحظت عن كل أجيد أتلعا
عزيز على داعي الغرام انقياده ... وكان إذا ناداه للوجد أهطعا «٥»
أهاب به للشّيب أنصح واعظ ... أصاخ له قلبا منيبا ومسمعا
وسافر في أفق التفكّر والحجا ... زواهره لا تبرح الدّهر طلّعا
لعمري لقد أنضيت عزمي تطلّبا ... وقضّيت عمري رقية «٦» وتطلّعا
وخضت عباب البحر أخضر مزبدا ... ودست أديم الأرض أغبر أسفعا «٧»
ومن شعره حسبما قيّده المذكور «٨» : [المتقارب]
نهاه النّهى بعد طول التجارب ... ولاح له منهج الرّشد لاحب «٩»
وخاطبه دهره ناصحا ... بألسنة الوعظ من كلّ جانب
فأضحى إلى نصحه واعيا ... وألغى حديث الأماني الكواذب
وأصبح لا تستبيه «١٠» الغواني ... ولا تزدريه حظوظ المناصب