خبرهما. وجرى ذكره في الإكليل بما نصّه «١» : محسوب من طلبتها الجلّة، ومعدود فيمن طلع بأفقها من الأهلّة، رحل إلى المشرق، وقد أصيب ببصره، واستهان في جنب الاستفادة «٢» بمشقّة سفره، على بيان عذره، ووضوح ضرّه.
شعره: وشعره كثير، فمنه قوله «٣» : [الطويل]
سلو مسرّ «٤» ذاك الخال في صفحة الخدّ ... متى رقموا بالمسك في ناعم الورد
ومن هزّ «٥» غصن القدّ منها لفتنتي ... وأودعه رمّانتي ذلك النّهد
ومن متّع «٦» القضب اللّدان بوصلها «٧» ... إلى أن أعرن «٨» الحسن من ذلك القدّ
فتاة تفتّ القلب مني بمقلة ... له رقّة الغزلان في سطوة الأسد
تمنّيت أن تهدي إليّ نهودها ... فقالت رأيت البدر يهداه أو يهدي
فقلت وللرّمان «٩» بدّ من الجنى ... فتاهت وقالت باللّواحظ لا الأيدي
فقلت أليس القلب عندك حاصلا «١٠» ؟ ... فقالت «١١» قلوب الناس كلّهم عندي
وقلت «١٢» اجعليني من عبيدك في الهوى ... فقالت كفاني كم لحسني من عبد
إذا شئت أن أرضاك عبدا فمت جوى «١٣» ... ولا تشتكي «١٤» واصبر على ألم الصّدّ
ألم تر النّحل يحمل ضرّها ... لأجل الذي تجنيه من خالص الشهد؟
كذلك بذل النّفيس سهل لذي النّهى ... لما يكسب الإنسان من شرف الحمد
ألست ترى كفّ ابن جانة طالما «١٥» ... أضاع كريم المال في طلب المجد