للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو الحجاج يوسف بن سعيد بن حسّان: [الطويل]

أحنّ إلى غرناطة كلما هفّت ... نسيم الصّبا تهدى الجوى وتشوق

سقى الله من غرناطة كل منهل ... بمنهل سحب ماؤهنّ هريق

ديار يدور الحسن بين خيامها ... وأرض لها قلب الشّجيّ مشوق

أغرناطة العليا بالله خبّري ... أللهائم الباكي إليك طريق؟

وما شاقني إلا نضارة منظر ... وبهجة واد للعيون تروق

تأمّل إذا أمّلت حوز مؤمّل ... ومدّ من الحمرا عليك شقيق

وأعلام نجد والسّبيكة قد علت ... وللشّفق الأعلى تلوح بروق

وقد سلّ شنّيل «١» فرندا مهنّدا ... نضى فوق درّ ذرّ فيه عقيق

إذا نمّ منه طيب نشر أراكه ... أراك فتيت المسك وهو فتيق

ومهما بكى جفن الغمام تبسّمت ... ثغور أقاح للرّياض أنيق

ولقد ولعت الشعراء بوصف هذا الوادي، وتغالت الغالات فيه، في تفضيله على النيل بزيادة الشّين «٢» ، وهو ألف من العدد، فكأنه نيل بألف ضعف، على عادة متناهي الخيال الشعري؛ في مثل ذلك.

ولقد ألغزت فيه لشيخنا أبي الحسن بن الجيّاب «٣» ، رحمه الله، وقد نظم في المعنى المذكور ما عظم له استطرابه وهو: [البسيط]

ما اسم إذا زدته ألفا من العدد ... أفاد معناه لم ينقص ولم يزد