للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وممّا خاطبني «١» به: [الرجز]

تالله ما أورى زناد القلق ... سوى ريح «٢» لاح لي بالأبرق «٣»

أيقنت بالحين «٤» فلولا نفحة ... نجديّة منكم تلافت رمقي

لكنت أقضي بتلظّي زفرة ... وحسرة بين الدموع «٥» تلتقي

فآه من هول النّوى وما جنى ... على القلوب موقف التّفرّق

يا حاكي الغصن انثنى متوّجا ... بالبدر تحت لمّة من غسق

الله في نفس معنّى أقصدت ... من لاعج الشّوق بما لم تطق

أتى على أكثرها برح «٦» الأسى ... دع ما مضى منها وأدرك ما بقي

ولو بإلمام خيال في الكرى ... إن ساعد الجفن رقيب الأرق

فربّ زور من خيال زائر ... أقرّ عينيّ وإن لم يصدق

شفيت «٧» من برح الأسى لو أنّ من ... أصبح رقّي في يديه معتقي

ففي معاناة الليالي عائق ... عن التّصابي وفنون القلق

وفي ضمان ما يعاني المرء من ... نوائب الدهر مشيب المفرق

هذا لعمري مع أني لم أبت ... منها بشكوى روعة أو فرق «٨»

فقد أخذت من خطوب غدرها ... بابن الخطيب الأمن ممّا أتّقي «٩»

فخر الوزارة الذي ما مثله ... بدر علا في مغرب أو مشرق

ومذ أرانيه زماني لم أبل «١٠» ... من صرفه من مرعد «١١» أو مبرق

لا سيما منذ «١٢» حططت في حمى ... جواره «١٣» الأمنع رحل أينقي

أيقنت أني في رجائي لم أخب ... وأنّ مسعى بغيتي لم يخفق

ندب له في كلّ حسن آية ... تناسبت في الخلق أو في «١٤» الخلق