ومما قاله في صباه: [الكامل]
يا دعوة شاك «١» ... ما قد دهاه من لحاظ رشاك
ظبي تصدّى للقلوب يصيدها ... من ناظريه في سلاح شاك
ورمى وإن قالوا رنا عن فاتر ... ساج عليه سيمة «٢» النّسّاك
قد كنت أحذر بطشه لو أنني ... أبصرت منه مخايل الفتّاك
أو ما عليه ولا عليه حاكم ... يحمي ثغورك أو يحوط حماك
أو ما لجارك ذمّة مرعيّة ... أبذا يظلّ دم الغريب طلاك؟
إني استنمت إلى ظلالك ضلّة ... فإذا ظباؤك ماضيات ظباك
ما لي أخاطب بانة ما أن تعي ... قولا ولا ترثي لدمعة باك؟
أكريمة الحيّين، هل لمتيّم ... رحمى لديك فأرتجي رحماك؟
أصبتني بعد المشيب وليس من ... عذر لمن لم يصبه ثراك
لولاك «٣» ما جذبت عناني لوعة ... والله يشهد أنني لولاك
لمّا دعا داعي هواك أجبته ... من لا يجيب إذا دعت عيناك؟
أصليتني نار الصّدود وإنّني ... راض بأن أصلى ولا أسلاك
وأبحت ما منع التشرّع من دمي ... بالله من أفتاك قتل فتاك؟
وتركت قلبي طائرا متخبّطا ... بشباك «٤» ختلك أو بطعن سباك
ومنعت أجفاني لذيذ منامها ... كي لا يتيح لي الكرى لقياك
ولقد عجبت وأنت جدّ بخيلة ... كأن «٥» أعرت الشمس بعض حلاك
إني لأيأس من وصلك تارة ... لكن أعلّل مطمعي بعلاك
أسماك أنك قد خفضت مكانتي ... هلّا خلعت عليّ من سيماك؟
إني معنّاك المتيّم فليكن ... حظّي لديك مناسبا مغناك
تثني معاطفك الصّبا خوطيّة ... وكذا الصّبا فصباك مثل حماك
أبعدتني منها بطعنة رامح ... ألذاك سمّتك الورى بسماك؟
أأموت من عطش وثغرك مورد ... فيه الحياة استودعتها فاك؟
هلا تني عن حلوة فلعلّة ... وضعت أداة النفي في اسم لماك