بكفّي سبنتى أزرق العين مطرق «١» ... عدا فغدا في غيّه متوغّلا
لنعم قتيل القوم في يوم عيده ... قتيل تبكّيه المكارم والعلا
ألا إنّ يوم ابن الحكيم لمثكل ... فؤادي، فما ينفكّ ما عشت مثكلا
فقدناه في يوم أغرّ محجّل ... ففي الحشر نلقاه أغرّ محجّلا
سمت نحوه الأيام وهو عميدها ... فلم تشكر النّعمى ولم تحفظ الولا
تعاورت الأسياف منه ممدّحا ... كريما سما فوق السّماكين منزلا «٢»
وخانته رجل في الطّواف به سعت ... فناء بصدر للعلوم تحمّلا
وجدّل لم يحضره في الحيّ ناصر ... فمن مبلغ الأحياء أنّ مهلهلا «٣»
يد الله في ذاك الأديم ممزّقا «٤» ... تبارك ما هبّت جنوبا وشمألا
ومن حزني أن لست أعرف ملحدا ... له فأرى للتّرب منه مقبلا
رويدك يا من قد غدا شامتا به ... فبالأمس ما كان العماد المؤمّلا
وكنّا نغادي أو نراوح بابه ... وقد ظلّ في أوج العلا متوقّلا «٥»
ذكرناه يوما فاستهلّت جفوننا ... بدمع إذا ما أمحل العام أخضلا
ومازج منه الحزن طول اعتبارنا ... ولم ندر ماذا منهما كان أطولا
وهاج لنا شجوا تذكّر مجلس ... له كان يهدي الحيّ والملأ الألى
به كانت الدنيا تؤخّر مدبرا ... من الناس حتما أو تقدّم مقبلا
لتبك عيون الباكيات على فتى ... كريم إذا ما أسبغ العرف أجزلا
على خادم الآثار تتلى صحائحا ... على حامل القرآن يتلى مفصّلا
على عضد الملك الذي قد تضوّعت ... مكارمه في الأرض مسكا ومندلا