للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في دار خلد لا يشيب وليدها ... حيث الشّباب يرفّ في جنّاتها

وتسنّم «١» الرّضوان في أكنافها ... وتنسّم «٢» الرّيحان من جنباتها

يا مصطفاها يا «٣» مرفّع قدرها ... يا كهفها يا منتهى غاياتها «٤»

يا منتقاها من أرومة هاشم ... يا هاشم الصّلبان في نزاوتها

يا خاضدا للشّرك شوكة حزبه ... يا يافعا «٥» للعرب في جمراتها

قلت: نقل الشيخ «٦» أزيد من ذلك أو ضعفه أو نحوه. إلى أن قال: وهي طويلة، قلت: وثقيلة الرّوح. ولقد صدق في قوله.

ومن شعره: [السريع]

يا بدر تمّ طالعا في الحشا ... برّح بي منك أوان المغيب

حظّك من قلبي تعذيبه ... وحظّه منك الأسى والوجيب

فمن يكن يزهى بلبس المنى ... فإن زهوي بلحاس النّحيب

في ساعة قصر أنيابها ... غيبته لي وحضور الرقيب

لعلّ من باعد ما بيننا ... يفرّج الكربة عمّا قريب

وقال: [الكامل]

رشّوا «٧» القباب بأدمع مفضوضة ... ذوى للفراق وأكبد تتصرّم

فللنّفس في تلك الرّبوع حبيبة ... والقلب في إثر الوداع مقسّم

هل لي بهاتيك الظّبا إلماعة؟ ... أم هل لذاك السّرب شمل ينظم؟

حقّا فقدت الذّات عند فراقهم ... فالشّخص يوجد والحقيقة تعدم

وفاته: توفي ببلده لثلاث بقين من رمضان ست وتسعين وخمسمائة «٨» . قال أبو القاسم المواعيني: عثر في مشيه فسقط، فكان سبب منيّته، ودخل غرناطة في غير ما وجهة منها، راويا عن أبي القاسم بن الفرس، ومع ذلك فهو من أحوازها وبنيّاتها.