ومنها بعد كثير:
ومنكم ذوو التّيجان والهمم التي ... أناف على أعلى السّماكين أدناها
إذا غاب منهم مالك قام مالك ... فجدّد «١» للبيت المقدّس علياها
بناها على التقوى وأسّس بيتها ... أبو يوسف الزّاكي وسيّر مبناها
وأورثها عثمن خير خليفة ... وأحلم من ساس الأنام وأنداها
وقام عليّ بعده خير مالك ... وخير إمام في الورى راقب الله
علي بن عمر بن يعقوب ذو العلا ... مذيق الأعادي حيثما سار بلواها
أدام الله وأعطى الخلافة وقتها ... ونوّر أحلاك الخطوب وجلّاها
ووصلني كتاب منه مؤرخ في التاسع عشر من شهر شعبان المكرم من عام أربعة وستين وسبعمائة، جدّد عهدي من شعره بما نصّه: [الطويل]
رحلنا فشرّقنا وراحوا فغرّبوا ... ففاضت لروعات الفراق عيون
فيا أدمعي منهلّة إثر بينهم ... كأنّ جفوني بالدموع عيون
فيا معهدا قد بنت عنه مكلّفا ... بديلي منه أنّة وحنين
سقتك غوادي المزن كرّ عشيّة ... ودادك محلول النطاق هتون
فإن تكن الأيام لم تقض بيننا ... بوصل فما يقضى فسوف يكون
يعزّ علينا أن نفارق ربعكم ... وأنّا على أيدي الخطوب نهون
ولو بلّغتني العير عنكم رسالة ... وساعد دهر باللّقاء ضنين
لكنّا على ما تعلمون من الهوى ... ولكن لأحداث الزمان فنون