بخبرك، ويتبع بالنّقد والتّجسّس مواقع نظرك، ويمنعك من مسايرة أنيسك «١» ، ويحتال على فراغ كيسك، ويضمر الشّرّ لك ولرئيسك «٢» . وأيّ راحة لمن لا يباشر قصده، ويسير «٣» متى شاء وحده؟ ولو صحّ في هذه الحال لله حظّ، وهبه زهيدا، أو عيّن «٤» للرّشد عملا حميدا، لساغ الصّاب «٥» ، وخفّت الأوصاب «٦» ، وسهل المصاب. لكن الوقت أشغل، والفكر أوغل، والزّمن قد غمرته الحصص الوهميّة، واستنفدت منه الكميّة، أما ليله ففكر أو نوم، وعتب يجرّ «٧» الضّراس ولوم، وأمّا يومه فتدبير، وقبيل ودبير، وأمور يعيا بها ثبير «٨» ، وبلاء مبير، ولغط لا يدخل فيه حكيم كبير، وأنا بمثل ذلك خبير. وو الله يا سيّدي، ومن فلق الحبّ وأخرج الأبّ «٩» ، وذرأ من مشى ومن «١٠» دبّ، وسمّى نفسه الربّ، لو تعلّق المال الذي يجده هذا الكدح «١١» ، ويوري سقيطه هذا القدح، بأذيال الكواكب، وزاحمت البدر بدره بالمناكب، لما «١٢» ورثه عقب، ولا خلص به محتقب «١٣» ، ولا فاز به سافر ولا منتقب. والشّاهد الدّول والمشائيم «١٤» الأول: فأين الرّباع المقتناة؟ وأين الدّيار المبتناة «١٥» ؟ وأين الحدائق «١٦» المغترسات، وأين الذّخائر المختلسات؟ وأين الودائع المؤمّلة، وأين الأمانات المحمّلة؟ تأذّن الله بتتبيرها، وإدناء نار التّبار «١٧» من دنانيرها، فقلّما تلقى أعقابهم إلّا أعراء الظّهور «١٨» ، مترمّقين بجرايات «١٩» الشّهور، متعلّلين بالهباء المنثور، يطردون من الأبواب التي حجب عندها «٢٠» آباؤهم، وعرف