وأعد جميلا في الهوى عوّدتني ... إن لم تعده إليّ من للهالك؟
يا منية القلب الذي بجماله ... فتن الورى من فاتك أو ناسك
آتيه «١» دونك أو أحار وفي سنى ... ذاك الجمال جلا الظلام الحالك؟
ولكم سلكت إليك لكن حين لم ... تكن الدّليل اختلّ قصد السّالك
ولقد عرفت بستر سرّي في الهوى ... فهجرتني فكسيت ثوب الهاتك
ما السّتر إلّا ما يحوك رضاك لا ... ما حاكه للبتر كفّ الحائك
ما الفضل إلّا ما حكمت به فصن ... واهتك وصل إن شئت أو كن تاركي «٢»
ما لي سوى حبّيك يا حبّي فدع ... تركي فهلك الملك ترك المالك
وقال أيضا «٣» : [الكامل]
هذا العقيق فسل معاطف بانه ... هل نسمة عادته من نعمانه؟
واسأله إن زارته ماذا أخبرت ... عن أجرع العلمين أو سكّانه
وأصخ لحسن حديثها وأعده لل ... مضني ففيه البرء من أشجانه
يا حبّذا ذاك الحديث وحبّذا ... من قد رواه «٤» وحبّذا ببيانه
وسقى الإله زمانه ومكانه ... ويعزّ قدر زمانه ومكانه
يا سعد، ساعد مستهاما فيه لا ... ذقت الهوى ونجوت من عدوانه
وأصخ لما يتلو «٥» الوجود عليك من ... أنبائهم بلسان حال كيانه «٦»
وأبنه لي واقبل ذمامي بشارة ... ويقلّ بذل ذماي في تبيانه
وسل النّسيم يهبّ من واديهم ... بشذا «٧» خزاماه وطيب ليانه «٨»
ارحم بروح منه روحي تحيه ... وبسقمه «٩» سقمي فديتك عانه
وبنشره انشر نفس مشتاق قضت ... شوقا لنفحة نسمة «١٠» من بانه
يا سعد، حدّثني فكلّ مخبّر ... عن خسر من أهواه أو إحسانه «١١»